ابر مورفين من قوى السلطة للناخبين حتى أيار المقبل

جاء في صحيفة ” الديار ” : تتجه كل الانظار الى مطلع الاسبوع المقبل الذي من المفترض ان يشهد عودة مجلس الوزراء الى ‏الانعقاد بعد 3 أشهر من التعطيل ما أدى لتدهور اضافي في سعر الصرف وتلقائيا لتدهور الاوضاع ‏المعيشية والاقتصادية. ويعوَل على أن ينعكس الزخم الحكومي استقرارا سياسيا يُترجم هو الآخر استقرارا ‏لسعر الصرف يتزامن مع مواصلة “المصرف المركزي”اجراءاته لابقائه عند المستويات التي عاد اليها ‏في الايام القليلة الماضية مع محاولة خفضه الى حدود العشرين ألفا.‏

ونبهت مصادر معارضة من أن “كل ما تقوم به قوى السلطة ليس الا أبر مورفين ستتكثف في الاشهر ‏القليلة المقبلة وصولا لموعد الانتخابات النيابية في أيار المقبل”، لافتة في حديث لـ “الديار”الى ان ‏‏”الخطر الحقيقي هو ان تقوم هذه المنظومة بصرف ما تبقى من الاحتياطي الالزامي كرشوات انتخابية ‏شكل التعميم رقم 161 احد اوجهها”. وأضافت المصادر: “نحن لا نتوقع اي اجراءات جذرية او تدابير ‏موجعة قبل الانتخابات. اصلا بات واضحا ان السير بخطة التعافي لن يحصل قبل انتهاء المفاوضات مع ‏صندوق النقد الذي لن يوقع اتفاقا مع الحكومة الجديدة انما مع تلك التي ستنتجها التوازنات التي سترسيها ‏الانتخابات المقبلة”، معتبرة ان “اكثر ما يثير الدهشة هو اعداد مشروع موازنة قبل اقرار هذه الخطة، ‏علما ان منطق الامور يقول بأن الموازنة يجب ان تكون ترجمة لهذه الخطة.. من هنا وجوب ان يكون ‏الناخب واعيا تماما لالاعيبهم التي يفترض انها لا يجب ان تمر على أحد”.‏

جلسة جس نبض

ويستنفر رئيسا الجمهورية والحكومة بمسعى لتكون المرحلة المقبلة منتجة قدر المستطاع ما يخفف بعض ‏الخسارات التي منيت بها كل القطاعات في الاشهر الماضية. وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم امس ‏قصر بعبدا،حيث قال بعد لقائه الرئيس ميشال عون: “بحثت مع فخامة الرئيس في المواضيع الاجتماعية ‏الملحّة والتي تقتضي ان تكون مطروحة على جدول اعمال مجلس الوزراء خلال انعقاده الاسبوع المقبل ‏وعلى رأسها موضوع الموازنة العامة. وكان هناك توافق على مختلف النقاط وإن شاء الله نلتقي الاسبوع ‏المقبل في جلسة لمجلس الوزراء يتم خلالها مناقشة الموازنة والمشاريع الاجتماعية والحياتية الاساسية ‏والملحّة”.‏

من جهتها وصفت مصادر قريبة من الرئيس عون اللقاء بـ “الجيد” متحدثة لـ “الديار”عن “تنسيق تام ‏بين الرئيسين لضمان عودة عجلة الحكومة للدوران لاقرار الموازنة وخطة التعافي كما المساعدات ‏الاجتماعية وبدل النقل اضافة لغيرها من الامور الملحة والطارئة المرتبطة مثلا بالانتخابات النيابية ‏واقرار الاعتمادات المالية اللازمة لها اضافة لتشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات”. واعتبرت ‏المصادر ان تحديد المسار الحكومي وما اذا كان سيكون ميسرا ام لا، “يمكن ان يتحدد من خلال الجو ‏الذي سيطبع الجلسة الاولى المفترض ان تنعقد يوم الاثنين في قصر بعبدا”.‏

واعتبرت مصادر سياسية مواكبة ان “الجلسة الحكومية الاولى ستكون اشبه بجلسة جس نبض، بحيث يتبين ‏ما اذا كان وزراء “الثنائي”سيكونون مرنين ام ملتزمين تماما بالبحث حصرا بالموازنة وخطة التعافي”، ‏وقالت المصادر لـ “الديار” : “لن يستطيع “الثنائي”الاعتراض على بت امور ملحة سواء مرتبطة ‏بشؤون الناس او بالانتخابات، والارجح انه سيعترض حصرا على اقرار التعيينات”.‏

واجتمع الرئيس ميقاتي يوم امس ايضا في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، مع السفيرة ‏الفرنسية في لبنان آن غريو على رأس وفد ضم الخبير في صندوق النقد الدولي كليمان ستيز ونائب رئيس ‏الخزينة الفرنسية وليام روز. وعبرت السفيرة غريو خلال الاجتماع عن سرورها “لعودة التئام مجلس ‏الوزراء للبحث بمشروع الموازنة الذي هو حجر الأساس لمشروع التعافي الاقتصادي”.وأعربت “عن ‏دعم فرنسا للحكومة اللبنانية في مشروع التعافي الذي هو أساس النقاشات والمفاوضات مع صندوق النقد ‏الدول”.وتناول اللقاء أيضا الخبرة التقنية والمساعدة الفنية التي ستقدمها فرنسا من خلال خبراء من وزارة ‏المالية ومديرية الخزينة فيها للفريق اللبناني في المحادثات مع صندوق النقد الدولي.‏

استقرار سعر الصرف

في هذا الوقت، واصل سعر الصرف استقراره عند عتبة الـ 25 ألفا، ما دفع وزارة الاقتصاد لتكثيف ‏مداهماتها لضمان التزام التجار بالبيع على سعر الصرف الجديد. وقالت مصادر الوزارة لـ “الديار” : ‏‏”نحن على الارض لضمان خفض التجار اسعار السلع.. ونحن نقوم بمقارنة الاسعار بما كانت عليه يوم ‏الخميس الماضي وما باتت عليه اليوم لنبني على الشيء مقتضاه وقد سطرنا محاضر ضبط بحق ‏المخالفين”.‏

وكانت أسعار المحروقات سجلت من جهتها انخفاضاً كبيراً يوم أمس فيما أعلن مدير عام الحبوب و ‏الشمندر السكري جريس برباري أن “هناك توجّهاً إلى رفع وزن ربطة الخبز بدلاً من خفض سعرها”. ‏وقال “من المحتمل خفض سعر الربطة بشكل بسيط. لكن العمل يجري على إجراء دراسة تُبنى على زيادة ‏وزن الربطة إرضاءً للجميع”.‏

في الموازاة، أعلن رئيس نقابة مربّي وتجار الدواجن وليم بطرس أن أسعار الدجاج واكبت انخفاض سعر ‏صرف الدولار، منذ بداية انخفاضه وتقريباً بالنسبة عينها.‏

وكشف أن أسعار الفروج توازي حوالي 48 الفاً للكلغ متمنيا ان تبقى العملة ثابتة “فنحن نتأثر بسعر ‏الدولار، ونأمل حصول امور ايجابية تشجع الاستهلاك وتعيد للناس الثقة”.‏

ويستعد لبنان صباح اليوم لاستقبال عاصفة ثلجية جديدة وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية أن تستمر ‏حتى ظهر يوم غد الخميس، قبل أن تنحسر تدريجياً مخلفة موجة من الصقيع وتكون للجليد، كل ذلك فيما ‏يعجز قسم كبير من اللبنانيين عن تأمين المواد اللازمة للتدفئة في ظل تحليق اسعار المحروقات وبالتحديد ‏الغاز والمازوت. ‏

Leave A Reply